حق التعريف بالإسلام
أولاً: عالمية الإسلام:
أحبتى فى اله الإسلام هو المنة الكبرى والنعمة العظمى التى لم يختارها الله تبارك وتعالى لإسعاد العرب فحسب، بل اختار الله هذه النعمة ليسعد البشرية كلها فى الدنيا والآخرة، فالإسلام هو الدين الوحيد الذى ارتضاه الله جل وعلا لأهل الأرض بل ولأهل السماء ما أنزل الله الإسلام للمسلمين وللعرب فقط، بل لقد أختار الله الإسلام دينا لأهل الأرض وقال سبحانه : {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } (19) سورة آل عمران. لذا ما أرسل الله نبيا ولا رسولا إلا بالإسلام، وتدبروا معى هذه الأدلة السريعة بداية من نبى الله نوح الذى قال كما قال عنه ربنا حكاية عنه فى سورة يونس: { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (72) سورة يونس.
فالإسلام دين أهل السماء ودين أهل الأرض ليس دين العرب فحسب وليس دين المسلمين فحسب، بل هو دين البشرية كلها، ووالله ما ذلت البشرية كلها ولفحها هذا الحريق القاتل وأرهقها طول المشى فى التيه والظلام إلا يوم أن أعلنت الحرب على الإسلام، إلا يوم أن انحرفت الأمة عن هذا الدين العظيم الذى ارتضاه الله للبشرية كلها، عندما انحرفت عنه فذاقت طعم الخوف والرعب والقلق والحزن والهم والغم.
الدرس الثانى: لا تكونون أوفياء حتى تفوا فيحول عمر هذا الخلق الكريم إلى واقع عملى فحضارة الإسلام لم تحبس أخلاقها كما حبست هيئة الأمم ميثاق حقوق الإنسان فى الأواق والأدراج، ولم تحبس الحضارة الإسلامية كلامها نظريا باهتا بارداً كما فعلت الثورة الفرنسية مبدأ الحقوق الإنسانية وأمن الناس جميعا سواء استبعد القانون الفرنسى نفسه قرابة ما يزيد على نصف الشعب الفرنسى من التصويت فى الانتخابات، لأنهم يعتبرون المواطن الفقير مواطنا سلبياً لا يحق له أن يصوت فى الانتخابات، الحضارة الإسلامية لم تحبس نظرياتها باردة باهتة كما فعلت رائدة الحضارة الغربية أمريكا فأنت تصطدم بتمثال الحرية فى قلب نيويورك فى الوقت الذى تسحق فيه أمريكا الأحرار على وجه الأرض فى كل مكان لا... الإسلام لا يعرف النظريات لا يعرف المثل النظرية بل ينظر ويحول هذه المثل النظرية على أرض الواقع إلى حياة إلى منهج يتألق سمواً وروعة وعظمة وجلالاً، وها هو من أصل هذه الحضارة إن صح التعبير ها هو المصطفى يقول: "وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"([4]).
هذا هو عنصرنا الثالث من يعرف الدنيا كلها ما هو الإسلام؟
قال ابن القيم: ولا يكون الرجل من أتباع النبى حقا حتى يدعو إلى ما دعا إليه النبى على بصيرة قال المصطفى كما فى صحيح مسلم من حديث ابن مسعود. " ما من نبى بعثه فى أمة قبلى، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حية خردل"([8]).
وأخيراً المستقبل للإسلام:
ما زلنا حتى هذه اللحظة على الرغم مما شاهدناه، ورأيناه، ما زال كثير من المسلمين حتى هذه اللحظة لا يؤمنون إلا بالماديات والحسيات ويشكون فى عظمة وقدرة رب الأرض والسماوات أنا أدين لربى بأن الأحداث الأخيرة هى بداية خير حاسم للأمة لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم بإذن الله، بل هو خير لكم لأنها ستكون بداية المفاصلة ، تكلمت كثيراً عن إقامة الفرقان الإسلامى عن الخروج من حالة الغبش التى تحياها الأمة الآن، هذه الحالة التى لا تعرف فيها الأمة من توالى ومن تعادى من تنصر ومن تحارب حالة لا تنصر دينا ولا تنصر أمة، فلابد من المفاصلة لابد من تنصر ومن تحارب حالة لا تنصر دينا ولا تنصر أمة، فلابد من المفاصلة لابدمن إقامة الفرقان الإسلامى، لابد من استبانة سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين هذا الدين العظيم لو اجتمعت كل دول الأرض ببوارجها وسفنها وبواخرها وأموالها وطائراتها ودباباتها وحدها وحديدها لو اجتمعت كل قوى الأرض لتحارب الإسلام ما استطاعت، لأن الذى استطاع بحفظ الإسلام هو ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، لا تستطيع قوة أن تطفئ نور النور {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (8 ، 9) سورة الصف. {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} والله ما شعرت بلذة وحلاوة هذه الآية إلا فى الأيام القليلة الماضية ألا وهى قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (36) سورة الأنفال.. وتدبر قول الله جلا وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا
الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (171 ، 173) سورة الصافات. وتدبر قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}(110) سورة يوسف قال تبارك وتعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران. والآيات كثيرة وتدبر قول الصادق كما فى صحيح مسلم من حديث ثوبان: " إن الله تعالى زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لى منها"([11]) .
وتدبر قول النبى كما فى مسند أحمد ومعجم الطبرانى بسند صحيح من حديث تميم الدارى: " والله ليتمن الله هذا الأمر ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، وما يترك الله بيت وبر ولا مدر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر"([12])
وتدبر معى هذا الحديث الذى ربما يسمعه الكثير منكم لأول مرة مع أنه فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النبى سأل أصحابة يوما وقال: " تعرفون مدينة جانب منها فى البحر وجانب منها فى البر".
قالوا: نعم يا رسول الله وهذه المدينة هى القسطنطينية قال:" تعرفون مدينة جانب منها فى البحر وجانب منها فى البر" قال: " لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بنى إسحاق، فإذا جاؤوها لم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم وإنما يقولون فى المرة الأولى: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط الذى فى البر ثم، يقولون فى المرة الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون فى المرة الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفتح لهم فيدخلوها" ([13])
قال الحافظ ابن كثير فى تعليقه على هذا الحديث الجليل قال: وبنو إسحاق فى هذه النبوءة النبوية هى سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم وهؤلاء هم الروم أى من الأوربيين فى آخر الزمان قبل قيام الساعة وسيكون فتح روما أى القسطنطينية على أيديهم بإذن الله تعالى، أمر عجب تدبر معى وأنا لا أصدق بكلام الواقع الذى سأذكره الآن بكلام النبى الذى لا ينطق عن الهوى كلا كلا فالمؤمن لا يحتاج بشراً ليصدق به كلام النبى الذى لا ينطق عن الهوى كلا كلا فالمؤمن لا يحتاج بشراً ليصدق به كلام رب البشر وكلام سيد البشر إنما خذوا هذه الحقائق المذهلة.
قال الحافظ ابن كثير: سيسلم كثير من الروم أى: من الأوربيين فى آخر الزمان قبل قيام الساعة وسيكون فتح روما أى القسطنطينية على أيديهم لهذه النبوءة النبوية الصادقة هل تعلمون أن كل كتب القرآن الكريم المترجمة باللغة الفرنسية قد نفدت فى فرنسا الأسبوع الماضى، هل تعلمون أن كل كتب القرآن الكريم المترجمة باللغة الإنجليزية قد نفدت فى أمريكا الأيام الماضية، وأنا أقسم الغرب إلى فريقين: فريق بدأ يتطلع ويقبل على قراءة الإسلام وقراءة القرآن المترجم بنهم، الذى يعشق هؤلاء القوة فقد استطاع الإعلام الذى يديره اليهود من أن يقنعوا سكان العالم بأن الذى قام بالتفجيرات هم المسلمون وإلى الآن لم تقدم أمريكا أى دليل، وخرج هذا المجرم البريطانى رئيس وزراء بريطانيا ليعلن أنها أسرار مخابراتية لا ينبغى أن تعلن، وهم يتصورون أنهم يتعاملون مع أناس لا يفهمون شيئاً على الإطلاق فريق منهم أقبل على قراءة الإسلام والتعرف عليه، فريق أقبل لأنه يعشق القوة عشقاً، الذين فعلوا فعله لا تقدر عليها دول بأسرها هذا فريق، الفريق الآخر أقبل على الإسلام ليتعرف عليه ولأول مرة يسمع على ألسنة أكابر العالم أن الإسلام دين السماحة حتى لو رددت ألسنتهم بأن الدين الإسلامى دين السماحة ولا يقر الإرهاب هم ولا يقرون هذا ولا ذاك فبدأ سكان العالم يتطلعون لمعرفة الإسلام.
خذوا هذا الخبر من أمريكا وأنقل خبرا من بريطانيا وخبرا من فرنسا أختم به الخطبة تقول مجلة التايم الأمريكية وتدبروا كلمات الخبر: وستشرق شمس الإسلام من جديد هذا ليس من عندى بل من مجلة التايم وهى مجلة مشهورة جداً تقول: وستشرق شمس الإسلام من جديد ولكنها فى هذه المرة ستعكس كل حقائق الجغرافيا فهى لا تشرق من المشرق فى العادة ستشرق هذه المرة من الغرب من قلب أوروبا، تلك القارة العجوز التى بدت المآذن فيها تناطح أبراج الكنائس فى باريس ولندن ومدريد وروما وصوت الأذان فى كل يوم فى هذه البلاد خمس مرات يشهد أن الإسلام يكسب كل يوم أرضًا جديدة وأتباعا وجدوا فيه الطريق.
جريدة الصنداى تلجراف البريطانية تقول: إن إنتشار الإسلام فى نهاية القرن المنصرم وأوائل القرن الحالى ليس له سبب مباشر إلا أن سكان العالم من غير المسلمين بدؤوا يتطلعون إلى الإسلام وبدؤوا يقرؤون عن الإسلام فعرفوا من خلال الاطلاع أن الإسلام هو الدين الوحيد الأسمى الذى يمكن أن يتبع وهو الدين الوحيد القادر على حل مشاكل البشرية.