تكريم الإسلام للمرأة
· فجاء الإسلام ليرفعها من هذا الحضيض إلى تلك المكانة العلياء ، بعد أن كانت من سقط المتاع تُشترى وتباع وبعد أن كانت توأد وتُقتل وهى حية مخافة الفقر والعار .
· فجاء الإسلام ليجعل المرأة صِنو الرجل ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع من حديث عائشة رضى الله عنها أن النبي قال : (( إنما النساء شقائق الرجال ))(1)
· وجاء الإسلام فجعل بر الأم مقدماً على بر الأب ففي الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك )) (2)
· وجاء الإسلام ليكرمها زوجة ففي صحيح مسلم من حديث جابر ابن عبد الله أن النبي قال في خطبة الوداع : (( اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فرجهن بكلمة الله ))(3)
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي قال : (( استوصوا بالنساء خيراً ))(4)
وفى الحديث الذي رواه أحمد والترمذى وأبو داود وغيرهم وحسنه الشيخ الألباني من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي قال : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لأهله )) (1)
· وجاء الإسلام ليكرم المرأة بنتاً ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أنس أن النبي قال : (( من عال جاريتين ( أي بنتين ) حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه )) (2)
· وفي رواية الترمذى (( دخلت أنا وهو الجنة كهاتين )) وقرن بين السبابة والوسطى .
وفي الصحيح من حديث عائشة قالت دخلت على امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني فلم أجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقَسَمتَهَا بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل النبي علينا فأخبرته فقال : (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) . وفي لفظ (( كن له حجاباً من النار )) (3)
وسماه النبي ابتلاء لأن الناس يكرهونه في العادة أو في الغالب .
ثم تجلى تكريم الإسلام للمرأة فجاء القرآن ليخص النساء بسورة كاملة تتلى إلى قيام الساعة وسماها باسمهم هكذا إنها سورة النساء .
واكتفي بهذا القدر في هذا العنصر ، فهذا يطول جداً فو الله ما نالت المرأة عزها وشرفها ومجدها إلا في الإسلام .
بل وتصرخ الآن المرأة في الشرق والغرب على عكس ما يروجه أدعياء التحرر والمَدَنيةَ .
فإنكم تعلمون جميعاً أن المرأة في هذه البلاد الكافرة يتلهى بها ويتسلى بها ويستمتع بها وهى شابة جميلة ثم يرمى بها في آخر عمرها في دار المسنين وتظل في دائرة النسيان حتى تهلك وقد لا يأتيها أبناؤها إلا في كل عام مرة بل قد لا يأتون وهذا رأيناه بأعيننا في بلاد أوربا وأمريكا وفي زيارة أخيرة لأمريكا التقيت بأخت أمريكية مسلمة في حضرة زوجها المسلم وسألتها عن شعورها بعد دخولها في الإسلام فقالت : والله يا أخي إني أريد أن أقول لكل نساء العالم : أنه لا كرامة لَكُنَّ إلا في ظلال الإسلام .
وأعتقد أن هذا التكريم للمرأة يوضح لحضراتكم بجلاء لا يحتاج منى إلى تفصيل يبين دور المرأة الهام في بناء المجتمع المسلم .
وهذا هو عنصرنا الرابع من عناصر هذا اللقاء